تأصيل الاسم وبيان عناصره في القانون المدني
يعد
الاسم عميق الغور في تاريخ الحياة البشرية، فهو من النظم الشرعية
والقانونية التي لا غني لأي مجتمع من المجتمعات الإنسانية عنها. والعمدة في
صدق هذا القول قوله تعالى: (وَعَلَّمَ
آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقَالَ
أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * قَالُوا
سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ
الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ)
أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * قَالُوا
سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ
الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ)().
فالنص القرآني في عمومه يدل على أن جميع
الأمم عرفت الاسم وقد
اختلف أهل التأويل في معنى الأسماء التي علمها سبحانه وتعالى لادم عليه السلام()،
فقيل: أسماء ذريته، وقيل: أسماء الملائكة، وقيل: أسماء كل ما في الأرض، وقيل:
أسماء كل شيء().ويعد الاسم أول وسيلة يدخل بها الإنسان إلى المجتمع فهو أول
صفة
اجتماعية مميزة تربط ذات الإنسان بالآخرين وهي ذات طابع خاص يضيفها
الإنسان إلى المجتمع ، فضلا عن أن للأسماء
دلالات ومعان حضارية رافقت مراحل التطور الإنساني على مر العصور، فهي تعرض أنموذج
الوجود الاجتماعي والقانوني القائم في تلك المرحلة وتوضح طبيعتها ،وان التسمية
تعبر عن القيم الشائعة في المجتمع. وشيوع الأسماء التراثية أو الدينية أو السياسية
في مجتمع ما يدلل على القيم السائدة في هذا المجتمع.
وعليه كان لابد من وجود نظام قانوني محدد ينظم الاسم بشكل يتناسب مع القيم
والمبادئ السائدة في المجتمع.
لذا فإن توضيح النظام القانوني للاسم
يقتضي أولا التعريف بالاسم ، من
خلال بيان المقصود به لغة واصطلاحا للاستدلال على ماهيته فضلا عن بيان
موقف الشريعة الإسلامية منه وذلك قبل عرض نشوءه وتطوره عبر العصور،
وبيان العناصر التي يتضمنها حتى يتمكن من القيام بوظيفته الأساسية في تمييز
شخصية الإنسان من سواه.
()
سورة
البقرة الآيتان ( 31 و 32 ).()
أبو عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي، الجامع لأحكام القران، ج1،ط3، دار
الكتب المصرية، مصر، 1967، ص283. ()
الإمام أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، فتح الباري في شرح صحيح البخاري، ج8، ط3،
الناشر دار السلام، الرياض، ودار الفيحاء، دمشق، 2000، ص201.
كيف اكمل البحث
ردحذف